غیبة

فارس الحسون

نسخه متنی -صفحه : 38/ 35
نمايش فراداده

عليها، ويقول أيضاً: بأن هذا الخليفة وإن كان قد احتل منصب الزعامة عليهم باختيار منهم وأساس الاختيار بيعتهم له ورضاهم بأن يكون هو الذي يتأمر عليهم، ولكن حيث أن الله سبحانه وتعالى ـ هنا أحكي أقوالاً ولا أناقشها ـ قد رضي بهذه الخيرة ورضي بها رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنكون قد نسبنا منصب من اخترناه إلى أنه خلف نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

أمّا هنا، فالله سبحانه وتعالى إن أسندنا إليه الرضا، فيكون الخليفة خليفة من قبل الله بصورة غير مباشرة، حيث أن الله سبحانه وتعالى لم يرشدنا إلى أحد ولم يأمرنا أن ندين لاحد ولم يأمرنا بالبيعة اللازمة لمن له منصب الهي، علينا أن نلتزم بالايمان بمنصبه والايمان بما يأتيه (يا أيُّها النَّبي إذا جَاءَك المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَك عَلى أنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ)(1) إلى آخر الاية الكريمة.

فالبيعة في القرآن الكريم جاءت كتأكيد من قبل المؤمن بإيمانه لا اختيار حرٍّ يقوم به في عالم المنافسات السياسية.

ولاجل هذا حينما يريد أن يعبّر عن إرسال رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: (هوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الامِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ)(2) ، هنا أيضاً يقول: «حتى يبعث الله فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي»، يعني إماماً قدّر الله سبحانه وتعالى له الامامة، مباشرة وأن الله سبحانه وتعالى قد غيّبه عن خلقه بأمر منه مباشر، وأنه يريد له الغيبة بحكمته كما يريد، طال الزمن أو قصر، عاشت الامة في أمل أو خفّ

(1) سورة الممتحنة: 12.

(2) سورة الجمعة: 2.