يتكلم الكاتب في كتابه هذا في موضوعي الامامة والصلاة، وقد أجاد فيهما، واستعرض نصوصاً كثيرة، ونقل أقوال العلماء من كتب القوم حتى لم يترك لغيره من المطالب إلاّ القليل، وقد ارتئينا هنا الاستفادة مما أورده في موضوع الصلاة لجامعيته، ولكثرة ما أوردناه حول موضوع الإمامة في هذه الوقفات مع كتب المستبصرين.
يبين الكاتب هذا الموضوع بالقول:
روى البخاري في صحيحه، مع الفتح (باب تضييع الصلاة عن وقتها) عن أنس قال: ما أَعْرِفُ شيء كما كان على عهد النبي(صلى الله عليه وآله)؟! قيل: الصلاة. قال: الصلاة، قال أليس صنعتم ما صنعتم فيها. وفي رواية: سمعتُ الزهري يقول: دخلتُ على أنس بن مالك بدمشق، وهو يبكي فقلت وما يُبكيك، فقال لا أعرف شيئاً مما أدركت إلاّ هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت(1).
وعن عمران بن حصين قال: صلَّى مع علي بالبصرة، فقال ذكَّرنا هذا الرجل صلاة كُنَّا نصليها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فذكر أنَّهُ كان يُكبّر كُلّما رفع، وكلما وضع(2).
1- صحيح البخاري: 3 / 302. 2- البخاري: 3 / 428.