أن أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله)، إنما هم أهل بيته وعصبته، الذين حرموا الصدقة(1).
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى نقطتين، (اولا): أن هناك من قسم أهل بيت النبي إلى ثلاثة دوائر، الدائرة الخاصة: وهم ذرية فاطمة وعلي إلى يوم القيامة من الحسن والحسين، وهم أهل الكساء والمباهلة، ويسمون كذلك خاصة الخاصة، والدائرة الثانية: هم بنو هاشم والمطلب، ومن ألحق بهم نصاً، وهم الذين يحرم عليهم الزكاة، والدائرة الثالثة: هم الزوجات الطاهرات، أمهات المؤمنين،....
و(ثانياً) أنه مهما اختلف المسلمون في فرقهم، فإن كلمتهم واحدة في أن شجرة النسب النبوي الشريف إنما تنحصر في أبناء فاطمة الزهراء، لأن النبي(صلى الله عليه وآله)، لم يعقب إلاّ من ولدها.
وأما بنو علي ـ من غير السيدة فاطمة ـ وبنو عقيل وجعفر والعباس، فإنهم من بني هاشم، جدهم وجد النبي معاً، لكنهم ليسوا من آل النبي(صلى الله عليه وآله)، لأن نسبهم لا ينتهي إليه(صلى الله عليه وآله).
يوضّح الكاتب معنى الامامة لغة، واصطلاحاً من مصادر أهل السنة، فيقول:
الإمامة لغة: التقدم، تقول: أمّ القوم: تقدمهم، ومنه: "أممت القوم، فأنا أؤمُهُم أمَّاً وإمامة، إذا كنت إمامهم، ومنه قول الله تعالى لإبراهيم(عليه السلام): (إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)(2)، إني مصيرك تؤم من بعدك، من أهل الإيمان بي وبرسلي، تتقدمهم أنت، ويتبعون هديك، ويستنون بسنتك التي تعمل بها، بأمري إياك، ووحيي إليك(3).
والإمام: القدوة، وهو ما ائتم به الناس من رئيس أو غيره، هادياً
1- صحيح مسلم: 15 / 180 ـ 181 (دار الكتب العلمية بيروت). 2- البقرة: 124. 3- تفسير الطبري: 3 / 18 (ط. دار المعارف).