موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
كان أو ضالا(1).وإمام: من أمّ ومعناها في الأصل: الرئيس، وخاصة الدليل الذي يقود القافلة، وهي ترادف الهادي، ومنها كل شخص أو شيء يتخذ دليلا أو قدوة، مثل ذلك إمام الغلام في الكُتاب (المكتب)، وهو ما يتعلم منه كل يوم(2).وترد في القرآن الكريم بمعنى المثل والدليل والقدوة والمشابه(3)، ومنذ ظهور الإسلام تطلق هذه الكلمة على الرجل الذي يصلي بالناس، وكان الإمام ـ أول الأمر ـ هو النبي(صلى الله عليه وآله)، أو من ينيبه عنه في غيبته، وبعد وفاته(صلى الله عليه وآله)، حل في الإمامة أحد الخلفاء، أو عمالهم، وأصبحت الإمامة في الصلاة إحدى المهام الأساسية للحاكم، وإسناد السلطة إلى عمال الأقاليم يظهر في صورة واضحة للجميع، عندما يؤم نائب الخليفة الناس في الصلاة.هذا ويخلع فقهاء المسلمين لقب "الإمام" على رأس الجماعة الإسلامية، وهو زعيم الأمة في الدين والدنيا، ويسمى عادة "الخليفة" لأنه يخلف النبي(صلى الله عليه وآله)، ويتزعم الإمام المسلمين في أمور الدين، وبيده أزمة الجماعة التي يرأسها، ويطلق على هذا المنصب "الإمامة الكبرى" تمييزاً له عن "الإمامة الصغرى"، وهي وظيفة من يؤم الناس في الصلاة(4).فالإمامة أو الخلافة إذن: هي النظام الذي جعله الإسلام أساساً للحكم بين الناس، بهدف اختيار الأصلح من المسلمين ـ قدر الطاقة ـ لتجتمع حوله كلمة الأمة، وتتحد به صفوفها، وتقام به أحكام الشريعة، وفي ذلك يقول البيضاوي