يثبت حجة ولا يقطع عذراً، وقد كان يربع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعته من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام!ورب هذه البنية (يعني الكعبة) لا تجتمع عليه قريش أبداً!فعلم رسول الله أني علمت ما في نفسه فأمسك(1).س ـ هل قلت وحدَك أن رسول الله يهجر (معاذ الله)؟ج ـ عندما قلت أن رسول الله يهجر انقسم الناس فقوم يقولون قربوا لرسول الله يكتب لكم وقوم يقولون ما قلت، وعندما كثر اللغط قال رسول الله: قوموا عني فقد علم رسول الله أنه لم يعد هناك داع من كتابة الكتاب لما سوف يوجب من طعن في مقام النبوة.وخرجنا من عند رسول الله بعدما قال قوموا عني، وكان هذا آخر عهدي برسول الله.س ـ هذا يعني أن رسول الله مات وهو غاضب منك وممن كان معك، ووقف موقفك في ذلك اليوم؟ج ـ هذا صحيح، وليغفر الله لي.
منع إعلان وفاة الرسول
س ـ ماذا فعلت بعد ذلك وما كانت خطتك؟ج ـ أولا، كان يجب أن أبقى في المدينة قريباً من المسجد ودار رسول الله، لذلك كما قلت لك أخّرت جيش أسامة بن زيد، وبما أني كنت قريباً من دار الرسول فكنت أول من علم بوفاة الرسول، ولكن لأن أبا بكر لم يكن موجوداً بسبب ذهابه إلى أهله في السنح كان لابد أن انتظره ريثما يحضر لنتابع الخطة معاً،1- شرح النهج: 12 / 21.