استصعب الشيخ علي محمد في البداية ترك ما كان عليه والانتقال إلى مذهب آخر، ولكن وضوح الرؤية وتكامل منهج أهل البيت(عليهم السلام) منحه القوة اللازمة للقيام بهذا التغيير.ثم شرع الشيخ علي محمد عام 1330م / 1920م بتسجيل قناعاته الجديدة في كتاب سمّاه "فلك النجاة في الامامة والصلاة" وقام الحكيم أمير الدين بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية، ولم تكن ترجمته مقتصرة على نقل نصاً من لغة إلى أخرى فحسب، وإنّما أضاف إلى الكتاب إضافات كثيرة من خلال تتبع المصادر المختلفة، وإلحاق بحوث مُفصَّلة بين ثنايا الكتاب حققَ فيها بعض المطالب بتفصيل وأناة ممّا أضفى على الكتاب جهداً مضاعفاً جعله في مصاف الكتب الموسوعيّة النادرة في تاريخ الصراع المذهبي في الإسلام.وقد اشتهر كتاب (فُلك النجاة) عند الفريقين السُنَّة والشيعة ـ على حدٍّ سواء ـ وأصبحَ مصدراً لطلاب الحقيقة من الباحثين. وقد أُطلقت عليه تسمية (كتاب البركة)، نتيجةً لما اشتُهر على الألسنة أنَّه ما قرأه مخالفٌ إلاّ وأحدث تساؤلا لديه!
وفاته
تُوفيَ الحافظ علي محمد فتح الدين في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1371هـ /1952م، ودُفِنَ في مدينة (چاند) التابعة لمدينة (جنك) الباكستانية. وعلى قبره صخرةٌ كبيرة تُحيط بجانبيها أشجارُ السرو الخضراء، قد كُتبَ على واجهتها إسم صاحبها الحافظ المولوي علي محمد فتح الدين، وسنة وفاته، وإسم مؤلفه الخالد (فُلك النجاة).