واستمر الوضع على هذا المنوال، حتى صادف ذات يوم أنني تأخرت عن موعد المحاضرة، فلم أجد مكاناً للجلوس سوى جنب هذه الفتاة الشيعية التي كنت اتجنب من التقرّب اليها فيما سبق.فجلست بجنبها وأنا مستاءة من الوضع، لأنني شعرت بحالة من الاشمئزاز تحيط وجودي نتيجة قربي منها، ولكنني حاولت أن أسيطر على انفعالاتي، وقلت في نفسي: مالي وشأنها، دع كل منّا على دينه ومذهبه، فكل انسان يتحمل بنفسه تبعات العقيدة التي يختارها.وصادف أن كان موضوع محاضرة الاستاذ في ذلك اليوم حول الشيعة والتشيع، وجعل الاستاذ يطعن بالتشيع ويستهزىء بافكارهم، فالتفتُ إلى بتول فرأيتها مستغربة مما يقال عن مذهبهم.واستمر الوضع على هذا المنوال حتى انتهت المحاضرة، والأخت بتول متذمرة من الوضع وقد بان على وجها عدم الارتياح من محاضرة الأستاذ.فالتفتُ اليها قائلة: ما لي أراك مستاءة، أليس ما قاله الدكتور المحاضر عنكم صحيحاً؟