المجتمع الإسلامي الواحد.
تشويه صورة الاسلام
أما تشويه الإسلام، في نظر أهله أولا وخصومه ثانياً، فحدث ولا حرج. فاعتناق الإسلام في أوربا أمريكا، يعني أولا وقبل كل شيء لبس دشداشة بيضاء ونعل واطلاق اللحية، والظهور بمظهر الدروشة والفقر. أما من حيث الأحكام الإسلامية ومبادىء الدين. فإن الخرق قد اتسع على الراقع، وقد ترسخ لدى الغربيين بفضل الفكر والممارسة السلفية بأن الإسلام دين دموي لا إنساني يدعو إلى القتل والارهاب وعدم التسامح. وهو إلى جانب تلك عدو لدود لنصف المجتمع أي عدو للمرأة.يقول محمد الغزالي: بلغني ان مسؤولاً في جماعة اسلامية اقتربت من الحكم يوما فقال: لن تخرج النساء من البيوت بعد اليوم! وهذا وعيد أخرق! كان يجب أن يقول سنلزم الرجال والنساء آداب الإسلام، ولن نسمح بالتبرج وإثارة الغرائز... أما أن يخطب متحمس طائش فيقول: لا تخرج المرأة من البيت إلا إلى الزوج أو القبر، فهذا كلام فارغ يدفع الإسلام ثمنه مصادرة لعقائده وتعاليمه كلها... ويضيف قائلا:ان الحضارة الاسلامية ليست هذا اللغو!! إنه ضيق العقل وضحالة المعرفة واختلال الفطرة واعوجاج الخطو، لا يمكن أن يتم إسلام، أو تزدهر حضارة (إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)(1).1- محمد الغزالي بحث بعنوان "المسلمون وحوار الحضارات في العالم المعاصر" مقدم إلى الدورة العاشرة لمؤتمر المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية ص 7. انظر مجلة الكلمة، العدد العاشر، 1996.