ولكنها انهمرت وكأنها تصر على أن تغسل عار التاريخ في قلبي، فكان التصميم للرحيل عبر محطات التاريخ للتعرف على مأساة الأمة، وتلك كانت هي البداية لتحديد هوية السير والانتقال عبر فضاء المعتقدات والتاريخ والميل مع الدليل...قرّرت مع أول دمعة نزلت من آماقي الخوض في غمار البحث بجدية، وكنت لا أريد في هذا المجال أن اسمع من أحد، بل كنت أريد بداية الخيط لانطلق.ثم انتهى الشريط، كفكفت دموعي محاولا إخفاءها حتى لا يحس بها ابن عمي، لا أدري لماذا؟ ربما اعتزازاً بالنفس، ولكن هول المفاجأه جعلني أنهمر عليه بمجموعة من الأسئلة وما أردت جواباً، إنما هي محاولة للتنفيس وكان آخر أسئلتي: إذا كان ما جاء في بعض مقاطع الخطبة صحيحاً فهل كل ذلك من أجل فدك قطعة الأرض؟!أجابني: عليك أولا أن تعرف من هي فاطمة، ثم تبدأ البحث بنفسك حتى لا أفرض عليك قناعتي، وأول مصدر تجد فيه بداية الخيط صحيح البخاري، وناولني الكتاب فكانت المفاجأة التي لم أتوقعها".ويقول الأخ عبدالمنعم: دام حواري مع ابن عمي سنتين تقريباً، فاقام علينا الدليل والحجة بصحة ما هو عليه، فما كان منا في النهاية إلاّ التسليم بعد البحث والتنقيب وانكشاف الحقائق.