واستكبروا استكباراً.فإن السيد شرف الدين من علماء الشيعة لمّا حجّ بيت الله الحرام في زمن عبدالعزيز آل سعود، كان من جملة المدعوين لقصر الملك لتهنئته بعيد الأضحى كما جرت العادة هناك ولمّا وصل الدور إليه وصافح الملك قدّم إليه هدية وكانت مصحفاً ملفوفاً في جلد، فأخذه الملك وقبّله ووضعه على جبهته تعظيماً له وتشريفاً، فقال له السيد شرف الدين عندئذ: أيها الملك لماذا تقبل الجلد وتعظّمه وهو جلد ماعز؟ أجاب الملك: أنا قصدت القرآن الكريم الذي بداخله ولم أقصد تعظيم الجلد! فقال السيد شرف الدين عند ذلك: أحسنت أيها الملك، فكذلك نفعل عندما نقبّل شبّاك الحجرة النبوية أو بابها فنحن نعلم أنه حديد لا يضرّ ولا ينفع، ولكننا نقصد ما وراء الحديد وما وراء الأخشاب نحن نقصد بذلك تعظيم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، كما قصدت أنت القرآن بتقبيلك جلد الماعز الذي يغلّفه.فكبّر الحاضرون إعجاباً له وقالوا: صدقت، واضطر الملك الى السماح للحجاج ان يتبركوا بآثار الرسول حتى جاءالذي بعده فعاد إلى القرار الأول ـ فالقضية ليست خوفهم أن يشرك الناس بالله، بقدر ما هي قضية سياسية قامت على مخالفة المسلمين وقتلهِم لتدعيم ملكهم وسلطتهم على المسلمين والتاريخ أكبر شاهد على ما فعلوا في أمّة محمد(صلى الله عليه وآله)".