على الخطأ فهو المخطىء(1).وأقوال علماء أهل السنة في استحباب الزيارة لقبر الرسول كثيرة جداً وقد تتبع بعضها المحقق الأميني وجمعها في موسوعته القيمة. نورد منها مثالاً واحداً:قال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الفقيه البغدادي الحنبلي المتوفي (سنة 510 هـ) في مناسكه: إذا كمل لك حجك وعمرتك على الوجه الشروع، لم يبق بعد ذلك إلا إتيان مسجد رسول الله للسلام على النبي والدعاء عنده، والسلام على صاحبيه، الوصول إلى البقيع وزيارة ما فيه من قبور الصحابة والتابعين(2).
مواجهة التحريف والتلاعب بعقائد الإسلام
إن وقوف أهل السنة والشيعة الإمامية اليوم في صف واحد أصبح ضرورة لابد منها لمواجهة الدعوة السلفية، أولاً: لأن دعاة السلفية يكفرون الفريقين ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم. والنصوص التي اوردناها من قبل دليل على ما نقول والواقع الحالي يؤكد ذلك.ثانياً: هذا الوقوف هو دفاع عن الإسلام والمسلمين في نفس الوقت، فالإسلام يشهد موجة من التحريف والتلاعب بعقائده لم يشهد لها مثيلاً من قبل، أطفال ومراهقون وعوام الناس أصبحوا بفضل المنهج السلفي يمارسون الإجتهاد والإستنباط للإحكام، ويفتون في الدماء والأعراض.ومن يريد أن يرى ويسمع الأمثلة الواقعية على ذلك، فليزر الجزائر وليلتقي بدعاة السلفية هناك، ليرى كيف يعقد أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب عقود الزواج بالإكراه وتحت ضغط الإرهاب، وكيف يفسرون الكثير من تعاليم الإسلام،1- بحوث في الملل والنحل، م س: 142 ـ 143.2- انظر الغدير: 5 / 109 ـ 125، وقد نقل اربعين كلمة عن اعلام المذاهب الاربعة وما نقلناه نحن فعن السبحاني، بحوث في الملل والنحل: 4 / 145 ـ 148.