تعدّدت المدارس الفقهية والعقائدية عند المسلمين وذلك نتيجة الاختلاف الذي حصل منذ يوم السقيفة وتحويل الخلافة عن أهل البيت(عليهم السلام) إلى غيرهم، وقد نقل التاريخ تعصّب كل جماعة لمدرستهم الفقهية أو العقائدية وما حصل بينهم من مشادات ونزاعات وصلت إلى أن يكفر بعضهم البعض، وكشف لنا أيضاً دور السلطات الحاكمة وكيف كانت تتلاعب بدين المسلمين، فالعالم الذي يوافق هواها يكون إماماً للمسلمين ويلزم الناس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتقليده والاقتداء به.وقد رست المرجعية الفقهية عند أهل السنة بعد ظروف وملابسات متعدّدة على أربع من بين مئات المجتهدين، وهم أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل، ثمّ حرم الاجتهاد من بعدهم وأمر الجميع بتقليدهم من غير أن تكون لهم ميزة تميزهم عن غيرهم، ويرجع ذلك تاريخ 645هـ عندما رأت السلطات الحاكمة أنّ مصلحتها تتطلّب حصر الاجتهاد في المراجع الأربعة.وفي المقابل كان الشيعة يأخذون عن أئمتهم المعصومين(عليهم السلام)، ثم عن الفقهاء المجتهدين في عصر الغيبة، ولم ينسد باب الاجتهاد عندهم على فقهاء معدودين بل استمر إلى اليوم.أما المرجعية العقائدية عند أهل السنة فقد رست على مدرستين رئيسيتين، هما: السلفية والاشاعرة، بعد أن كانوا فرق متعدّدة من مرجئة ترى أنّه لا علاقة