لصالحي فلم أكن قبل الإسلام بموقع اجتماعي مميز، ولم يكن لي شأن يذكر فقد كنت أعمل مبرطش أكتري للناس الإبل والحمير وآخذ عليه جعلا(1)..وبنو عدي لم يكونوا مع العير ولا مع النفير، ولم يقاتلوا محمداً ولم يقاتلوا قريشاً كما قال أبو سفيان(2).ولم أقتل أو أجرح مشركاً في المعارك التي خاضها النبي.لذلك كان لابد لكي أجمع كلمة قريش أن يكون هناك أمر مشترك بيننا، ألا وهو إبعاد علي وبنيه عن الخلافة، وبذلك ترتفع أسهمي ويصبح لهم مصلحة فيّ.وهذا بالضبط ما حصل فإن إبعادي لعلي عن الخلافة بمنع الرسول من كتابة العهد له رفع أسهمي إلى القمة، وعلى هذا فقد وحّدت كلمة قريش من المهاجرين والطلقاء لهدف محدد وهو الحيلولة بين بني هاشم وبين أن يجمعوا النبوة والخلافة بعد وفاة النبي(3)..وبذلك سلمت لي قريش عملياً رئاسة التحالف أو الحزب وكانت بيدي خيوط اللعبة السياسية، وأخذت أواجه المعارضين للبيعة، وأنا مستند إلى جدار قوي من القوة والمنعة، كيف ما أفعل فلن أجد منكراً أو مستنكراً.فلو هددت بقتل علي فالكل يسكت.ولو هممت بإحراق بيت فاطمة فالكل يسكت.والسكوت هنا أوضح بيان على موافقتهم على ما أقوم به.
حجر الأساس لبني أمية
س ـ من المعروف عنك أو بمعنى آخر ما وصلنا عنك أنك كنت كثيراً ما1- تاج العروس ج4، مادة برطش..2- المغازي للواقدي: 1 / 45.3- الكامل في التاريخ: 3 / 63، تاريخ الطبري: 4 / 223، النهج: 12 / 53 ـ 54.