والتخلف عنه، ورعاً، خاصة بعد أنْ وردت الروايات المستفيضة والمشهورة بين المسلمين عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) صحيحة، صريحة، بأنَّ الإمام علي(عليه السلام) إمام البررة. وأمير المؤمنين، وإمام المتقين.وحيث أنّنا لسنا في مقام سردها، إلاّ أنّنا نشير إلى حديث واحد منها بقصد الانسجام مع الموضوع، أو التذكر، أو الإشارة إليها، للرجوع إلى مظانها:روى الترمذي عن زيد بن أرقم أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: "إني تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".وروى مثله النسائي عن جابر بن عبدالله، وكذلك أخرجه كل من أحمد بن حنبل، عن زيد بن ثابت، وكذلك الحاكم في (المستدرك)، وقال: "هذا الحديث صحيح الإسناد، وعلى شرط الشيخين، ولم يخرجاه".والمعلوم من الدين ضرورة أنّ الإمام علي(عليه السلام) من عترة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)وهذا أمر صريح بالتمسك به، وأقلّ ما يمكن أنْ يتمسك به هو البيعة له(عليه السلام).فلا يصح بحال أنْ تكون مخالفة الرسول(صلى الله عليه وآله) ورعاً، كما قال ابن عبدالبر!