مرتجفة، مددت إليه الكتاب، تناوله قائلا: نعم،إنه هو، من أين أتيت به؟ فأخبرته بقصته.ثم سألني عن رأيي فيما قرأت، فقلت له: أرجعني (المراجعات) إلى نقطة الصفر، محا من ذهني وروحي كل الماضي، فما أحوجني الآن إلى من يمسك بيدي ويخرجني مما أنا فيه، وما أحسبه إلاّ أنت.فرد بكل تواضع: استغفر الله، وهل أنا وأنت إلا سواسية في طلب الحق والبحث عن الهدى، ومع ذلك لا بأس في التحاور والتباحث فـ (إن أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله).عندئذ حدثته عن المجموعة التي أشاركها البحث والتنقيب عن الحقيقة، فبدا متحمساً لرؤيتهم، وكنت بدوري أتعجل لقياهم حتى أزف إليهم الأخبار الجديدة وأطلعهم على (المراجعات).وهكذا أطلعتهم على المستجدات التي كانت في نظرهم فتحاً وتوفيقاً إلهياً، ودليلاً على سلامة التوجه واستقامة طريق البحث.