ألح الرشيد الخليفة العباسي على الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) في أخذ فدك.قال له الإمام: ما آخذها إلاّ بحدودها.قال الرشيد: وما حدودها؟قال(عليه السلام): الحد الأول عدن، والحد الثاني سمرقند، والحدث الثالث افريقية، والحد الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية.فقال له الرشيد: فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي.فقال الإمام: قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردَّها.ومن هذا النص يتبين أنّ فدك هي رمز للخلافة الإسلامية، وأنّ مطالبة الزهراء(عليها السلام) بها ـ وإن كانت بحق مشروع لها ـ هو طريق للوصول الى الهدف الأكبر وهو تثبيت حق الإمام عليّ(عليه السلام) أمير المؤمنين في الولاية وفضح باطل الخليفة المغتصب لتتم الحجة على المسلمين وليحيي من حيّ عن بينة ويموت من مات عن بينة، فهذا هو دور المعصومين وإذا كانوا يطالبون بالخلافة ـ وهي حقهم المنصوص عليه ـ فانهم يطالبون بها وفق الموازين الأخلاقية ولا يجبرون الناس عليها لأن ولايتهم على الناس قائمة على المحبة والصداقة لا على الحيلة والعنف والاكراه كما فعل غيرهم ممن تسموا بخلفاء الرسول(صلى الله عليه وآله) زوراً وبهتاناً.
الخلفاء واقتحام الدار
بعد وفاة الرسول واجتماع السقيفة الذي أفضى الى مبايعة أبي بكر، توترت الأجواء في المدينة وصار شبح التصفية يطارد أهل البيت(عليهم السلام)، وفاطمة رمز قداسة هذا البيت لا يبعد أن يصيبها وابلٌ من غضب أصحاب السقيفة، وهذا ما جرى