استمر الأخ معتصم على هذا المنوال حتى صادف ذات يوم أن يلتقي بقريبه عبد المنعم ـ وهو خريج كلية القانون ـ في منزل ابن عمه في مدينة عطبرة، فجرى في ذلك الحين حوار بين عبد المنعم وأحد الضيوف الوافدين حول بعض المسائل العقائدية، فبادر الأخ معتصم اندفاعاً من شغفه بالابحاث الدينية إلى الجلوس بالقرب منهم ومراقبة المحاورة التي امتاز فيها ـ على حد قوله ـ عبدالمنعم بالهدوء التام رغم استفزازات الطرف الآخر وتهجّمه.يقول الأخ معتصم: "لم أعرف طبيعة النقاش بتمامه إلى أن قال ذلك الضيف: الشيعة كفار، زنادقة...!! هنا انتبهت، وامعنت النظر، ودار في ذهني استفهام حائر... من هم الشيعة؟! ولماذا هم كفّار".واستمر الحوار على هذا المنوال، وكان الأخ عبدالمنعم يفحم الطرف الآخر في كل مسألة تطرح في النقاش، بالاضافة إلى لباقة منطقه وقوة حججه.وبعد الانتهاء من الحوار، انفرد الأخ معتصم بقريبه عبد المنعم، وشرع يسأله حول التشيع، فبدأ يبين الأخ عبدالمنعم له تجربته في الانتقال من مذهب السنة إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وذكر له الأسباب التي دعته للاستبصار والانتماء إلى