تنبع أهمية كتابها في كونه من كتب المستبصرين الذين انتقلوا إلى مذهب التشيع واهتدوا بنور الثقلين، فحاكوا خيوط هذا النور وصيروها حبلاً للتمسك بهما وركوب سفينة النجاة. وهي كتب لها مذاقها واسلوبها الخاصين فضلاً عن أهميتها الدينية والمذهبية. كما لاحظت وستلاحظ في كتابنا هذا الذي يعرف بها.ولهذا الكتاب خصوصية أخرى هو أنّ القلم الذي خطّه كانت تمسك به أمرأة مستبصرة لا رجل، وصاحبة القلم منهن قلائل وهي الوحيدة التي رأينا لها كتاباً، وقد انتقلت هذه الخصوصية إلى موضوع الكتاب فضلا عن اسلوبه، فاختارت أن تتحدث عن عائشة بنت أبي بكر زوجة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهو اختيار سنلاحظ أنه كان موفقاً إلى حدّ بعيد.فكان عنوان الكتاب الكامل هو: "أخيراً أشرقت الروح، تلاشت الظلمة ورَحَلتُ إلى مرابع الشمس، وكان جمل الفتنة إحدى محطات إستراحتي".تعرض المؤلفة في بداية الكتاب قصة استبصارها الشيقة التي تقدم ذكرها في ترجمتها، ثم تنتقل إلى موضوع الكتاب الرئيسي وهو حياة عائشة وهي المرأة التي لعبت دوراً كبيراً ومهماً ـ وان كان فى الجانب السلبي ـ في صدر الرسالة الإسلامية.وكان من نتيجة ذلك أن يأخذ أهل السنة نصف دينهم عنها. باستنادهم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وارتباطها به، وقد استغل بنو أمية وعلماء السوء هذا الأمر أبشع استغلال فجعلوا قداسة الرسول قداسة لها واحترامه احتراماً لها رغم تحذير