يضيف الشيخ محمد مرعي: ثم في صبيحة تلك الليلة، عرضت الكتاب الشريف على أخي وشقيقي، فضيلة العلامة الفذ، الحافظ، الشيخ أحمد أمين الأنطاكي، حفظه الله.فقال لي: ما هذا؟قلت: كتاب شيعي لمؤلف شيعي.فقال: أبعده عنّي (ثلاثاً)، فإنه من كتب الضلال، وليس لي به حاجة، وإني أكره الشيعة، وما هم عليه.فقلت: خذه واقرأه، ولا تعمل به، وماذا يضرك إن قرأته؟فأخذ الكتاب ودرسه وطالعه بدقّة وإمعان، وحصل له ما حصل لي من الاعتراف بأحقّية المذهب الشيعي، وقال: إن الشيعة على الحق والصواب، وغيرهم خاطؤون.ثم تركت أنا وأخي المذهب الشافعي، واعتنقنا المذهب الشيعي الجعفري الإمامي، وذلك لقيام الأدلة الكثيرة الواضحة، والبراهين الرصينة الناصعة، فاستراح ضميري بهذا التمسّك بالمذهب الجعفري، وهو مذهب آل بيت النبوّة ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ أبداً ما دام الليل والنهار، لعلمي أني قد حصلت على أقصى غاية ما أُريد بأخذ مذهب العترة الطاهرة.وبذلك أعتقد يقيناً لا يشوبه شك أني قد نجوت من عذاب الله تعالى، وأحمد الله تعالى ثانياً على نجاة عائلتي كلها، وكثير من أقربائي وأصدقائي وغيرهم، وهذا فضل ونعمة من الله لا يقدر قدرها إلاّ هو، وهي ولاية آل الرسول،