حديث الثقلين... وانكشف الزيف
ترتسم علامات الدهشة على وجه المسلم السنّي العادي وغير المتخصص عندما يسمع لأول مرة حديث الثقلين: "ايها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي"(1)، فهو لم يسمع بالثقلين وان احدهما العترة، بل قيل له ان الرسول(صلى الله عليه وآله) يقول: "إني تارك ما أن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وسنتي"(2)، ويردف بأحاديث اخرى مثل: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"(3).ويعلم الأطفال في الكتاتيب والمدارس أنّ الخلفاء الراشدين بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)هم أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ فيشبّون على ذلك ولا يشكون فيه ولا يعرفون غيره. يقول لك أحدهم: إذا كان هذا الحديث صحيحاً فلماذا لم يذكره علماؤنا؟ وعندما تجيبه أنّ هذا الحديث ورد متواتراً في الصحاح الستة، وأن حديث (وسنتي) لم يرد فيها، بل أول ما ورد في موطأ مالك مرفوعاً بغير سند، يزداد تعجبه ويبدأ بالتساؤل: لماذا يكتم مثل هذا الحديث؟! أو يشوش عليه بغيره؟!وإذا تابع الأمر أكثر من ذلك تبدأ مرحلة التشكيك في السند لكنها لا تدوم طويلا ولا تصمد للنقاش العلمي، ثم يبدأ التشكيك بالدلالة وأنّ هذا الحديث لا يدل إلاّ على التمسّك بالقرآن لوحده، كما فعل ابن تيمية في كتابه منهاج السنة بايراد حديث آخر مبتور لا يذكر العترة ويذكر القرآن فقط وجعله حاكماً ومفسّراً1- الترمذي: 5 / 662 ـ دار إحياء التراث العربي.2- موطأ مالك: 2 / 46، سيرة ابن هشام: 2 / 221.3- صحيح ابن حبان: 1 / 179.