في البحر عندما تعصف الرياح وتتلاطم الأمواج يتوجّه المرء إلى ربه، يدعوه لينجيه من الغرق ويكون دعاؤه حاراً خارجاً من أعماق الروح، يتعهد لربّه بالسير على الصراط المستقيم إذا نجا فيما تبقى له من العمر، وهذا هو نداء الفطرة الذي اودعه الله في الانسان عندما خلقه يُسمع واضحاً عندما تختفي موجات الأصوات الاخرى...وعندما تلوح في الافق سفينة النجاة يهرع إليها كل من له فطرة سليمة، أما إذا أغمض الانسان عينيه فلم يرد رؤية أشرعة السفينة، وصمّ اذنيه فلم يرد أن يسمع أبواقها التي تتلهف لها روحه ونفسه التي بين جنبيه، فماذا يكون المصير غير الغرق ولا ينفع حينئذ التشبّث بالقشاش والاخشاب إلاّ إذا كانت وسيلة توصل المرء إلى السفينة.وهكذا حال الانسان إذا أراد النجاة من الغرق في الأمواج المتلاطمة في دنيا الفكر والعقيدة، فعليه الركوب في سفينة يقودها ربّان يحميه الله تعالى كما فعل بنوح(عليه السلام).وترك هكذا سفينة والتشبث بأمور اخرى لا يؤديّ إلاّ إلى الغرق والهلاك في أمر الدين الذي هو الطريق إلى السعادة الأبدية ولا غير.ونحن إذا تركنا الأديان الاخرى ونظرنا في رسالة النبيّ الخاتم(صلى الله عليه وآله)وجدناها واضحة المعالم عميقة المحتوى في زمانه(صلى الله عليه وآله)، فهو المحور الذي يدور حوله الناس ويرتشفون منه رحيق الهداية.