برهة مرت ثم شعرت بدفء الحقيقة... وبنور ينكشف أمامي وبهالة قدسية تلفني، وإذا بالحجب التي أثقلت كاهلي قد انزاحت، ولمع برق الحقيقة أمام نظري، وإذا بي أبدأ أول خطواتي في الاتجاه الصحيح.كانت أصعب لحظات العمر هي وقت اكتشاف عمق المأساة التي كنا نعيشها، والتي كانت نتاجاً طبيعياً للجهل المركب الذي كان يغشى عقولنا... خصوصاً وأن هذه المأساة كانت متمركزة في اعتقادنا وديننا.أن يجد الإنسان نفسه مخطئاً في تقدير أمور حياته اليومية مثل لون الدراسة التي يجب أن يدرسها أو الوسيلة التي يجب أن يتنقل بها.. فليس في ذلك كثير أسىً وتندم... لكن أن يخطىء الطريق إلى الله سبحانه وتعالى... أن يسلك طريقاً غير الذي وصفه الله تعالى إلى الجنة، فهذا خطير بل جنون وتهور.ذلك ما وجدت عليه ـ وللأسف ـ السواد الأعظم من المسلمين أثناء تجربتي هذه والتي لا أدعي أنها الأولى أو الأخيرة ولا حتى المتميزة... وهذا ما توصلت إليه بعد بحثي وتنقيبي بين ثنايا تراثنا الديني وتاريخنا الاسلامي".