أو كيف يجوز الاعتماد على كتب توثّق أمثال زياد بن أبيه، أو عمر بن سعد، أو عمران بن حطان الخارجي، وهم من هم في العداء للدين وآل البيت(عليهم السلام)، وهي ـ هذه الكتب ـ لا تروي عن جعفر الصادق أو غيره من آل البيت الذين قال الإمام علي(عليه السلام) في وصفهم (نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً..)(1).
إبطال القياس
العلم بالقياس في دين الله رجم بالغيب وباطل، وقد أورد الكاتب بعض الأدلة في إبطاله منها: ما في القرآن من آيات تحكي قياس مثل إبليس كما في قوله تعالى: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّار وَ خَلَقْتَهُو مِن طِين )(2)، أورد الله سبحانه وتعالى على الملائكة لما قاسوا آدم على غيره بقولهم كما ينقل الوحي الإلهي (وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الاَْرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(3).
ومنها: ما ورد من أحاديث كثيرة مستفيضة عن أهل بيت العصمة تنهى عن القياس كمناظرة الإمام الصادق مع أبي حنيفة على ما رواه ابن حزم حيث قال الإمام له: (اتق الله ولا تقس فإنا نقف غداً بين يدي الله فنقول قال الله وقال رسوله وتقول أنت وأصحابك سمعنا ورأينا)(4) أو قول الإمام الصادق لأبي حنيفة أيضاً (بلغني انك تقيس، قال: نعم، قال: لا تقس فإن أول من قاس ابليس حين قال:
1- نهج البلاغة.
2- ص: 76.
3- البقرة: 30.
4- ابطال القياس: 7، ط دمشق.