الشيخ محيي الدين ابن العربي في (الفتوحات): ومذهبنا أنَّ الفتح في لام "أرجلكم" لا يُخرجها عن الممسوح فأنَّ هذه (الواو) قد تكون (واو) المعيّة (تنصب) تقول: قامَ زيدٌ وعمراً(1).وفي رحمة الأمة في اختلاف الأئمة (على هامش الميزان هكذا بعينه)، وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر قال: تخلَّف عنّا النبي(صلى الله عليه وآله) في سفرة سافرناها فأدْركَنا، وقد أرهقتنا الصلاة، (وفي رواية: أرهقنا العصر)(2) ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: ويلٌ للأعقاب من النار (مرتين أو ثلاثاً)(3).
تنبيه
هذا الحديث ينادي بأعلى صوته على (المسح) لأنَّ أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)كانوا مستمرين على المسح; لأنَّ الصلاة لم تجز بدون الوضوء، ففي هذا الوقت لم يسبغوا المسح إلى الكعبين، فناداهم النبي(صلى الله عليه وآله) بالإسباغ. واحتمال الغُسل اختراع لا يدل عليه لفظ الحديث (كما في الفتح) وهو هذا، فتمسَّك بهذا من يقول بإجزاء المَسح، ويحمل الإنكار على ترك التعميم. (ثم قال)، قال الطحاوي: لمَّا أمرهم بتعميم غُسل الرجلين حتى لا يبقى منهما لمعة دلَّ على أنَّ فرضهم الغسل، وتعقَّبه ابن المنير بأنَّ التعميم لا يستلزم الغسل، فالرأس تَعمُّ بالمسح، وليس فرضها الغسل.وفي (مجمع البحرين ومطلع النيرين) في لغة القرآن والحديث للشيعة قوله(عليه السلام): ويلٌ للأعقاب من النار، وهو إنْ صحَّ فالمراد به التحرّز من1- الشعراني، الكبريت الأحمر: 36.2- الارهاق بمعنى الادراك.3- صحيح البخاري: 1 / 75 ـ 100.