الشافعية، وغيره، إذ أنني تلمّذت حوالي ربع قرن على فطاحل العلماء والجهابذة في مشيخة الأزهر، حتى حصلت على شهادات راقية، وقد طالت المناظرة بيننا زماناً طويلا، لا يقل عن ثلاث سنين تقريباً، وقد وقع في نفسي شيء من الريب في المذاهب الأربعة، لكثرة الخلاف فيها.
الظفر بكتاب المراجعات
يقول الشيخ محمد مرعي: عثرت ذات يوم على كتاب جليل وهو كتاب (المراجعات) للسيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي (قدس الله روحه الطاهرة، وأسكنه فسيح جنّته) فأخذت الكتاب، وبدأت أتصفحه، وأتدبّر مقالاته بدقة وإمعان، فأدهشتني بلاغته، وسبك جمله، وعذوبة ألفاظه، وحسن معانيه التي قلّ أنْ يأتي كاتب بمثلها، فقمت أفكّر في هذا الأثر القيّم، والسفر العظيم، وما فيه من الحكميات والمحاكمات بين مؤلفه المفدّى، وبين الشيخ الأكبر، الشيخ سليم البشري، شيخ الجامع الأزهر، وذلك بأدلته القاطعة وحججه البالغة، مما يفحم الخصم، ويقطع عليه حجّته.وقد رأيت مؤلفه العظيم لم يعتمد في احتجاجه على الخصم من كتب الشيعة، بل كان اعتماده على كتب السنّة والجماعة ليكون أبلغ في الردّ على الخصم، فبذلك زدت إعجاباً على إعجاب مما جرى به قلمهالشريف.هذا ولم يمض عليّ الليل، إلاّ وأنا مقتنع تماماً بأنَّ الحق والصواب مع الشيعة، وأنهم على المذهب الحق الثابت عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، عن أهل بيته الطاهرين(عليهم السلام)، ولم يبق لي أدنى شبهة البتة، واعتقدت بأنهم على خلاف ما يقال فيهم من المطاعن والأقاويل المفتعلة الباطلة.