قال ابن الأثير في (الكامل)، في أحداث سنة ست وخمسين، من الجزء الثالث قال:"وفي هذه ـ السنة ـ بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية عهد أبيه، وكان ابتداء ذلك وأوّله من المغيرة بن شعبة. فإنَّ معاوية أراد أنْ يعزله عن (الكوفة)، ويستعمل عوضه سعيد بن العاص، فبلغه ذلك، فقال: الرأي أنْ أشخص إلى معاوية، فاستعفيه، فيظهر للناس كراهتي للولاية، فسار إلى معاوية، وقال لأصحابه حين وصل إليه: إنْ لم أكسبكم الآن ولاية وأمارة، لا أفعل ذلك أبداً".ومضى حتى دخل على يزيد ـ قبل دخوله على معاوية ـ وقال له: إنَّه قد ذهب أعيان أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) وكبراء قريش، وذوو أسنانهم، وإنما بقي أبناؤهم، وأنت من أفضلهم، وأحسنهم رأياً، وأعلمهم، بالسنّة والسياسة، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أنْ يعقد لك البيعة! قال ـ يزيد ـ: أوَترى ذلك يتم؟ قال: نعم"."فدخل يزيد على أبيه، وأخبره بما قال المغيرة، فأحضره وقال له ما يقول يزيد؟ فقال: يا أمير المؤمنين قد رأيت من سفك الدماء، والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد منك خلف، فاعقد له، فإنْ حدث بك حادث كان كهفاً للناس، وخلفاً منك، ولا تكون فتنة! قال: ومن لي بهذا؟"."قال: أكفيك أهل (الكوفة)، ويكفيك زياد أهل (البصرة)، وليس بعد هذين