أصادف بعض رجال الشيعة الوافدين من القطر العراقي الشقيق لزيارة السيدة زينب وقد كان المكتب العقاري في منطقة قريبة من كراج انطلاق السيارات المتوجهة للسيدة زينب.لذلك كان يتردد الكثير منهم لاستئجار بيوت قريبة من هذه المنطقة فيدخلون هذا المكتب ليسألوا عن البيوت.وقد كلمني أحدهما وكان قادماً إلى المكتب ليستأجر داراً للسكن، وقد أخبرني أنه يدرس في الحوزة، ولم أكن قد سمعت بهذا التعبير من قبل، فسألته ماذا تعني (الحوزة) فوضح لي وسألني: ماذا أعرف عن الشيعة؟فقلت له: لا أعرف إلاّ أنه مذهب من المذاهب الاسلامية، وأنهم يقدّسون سيدنا علياً(رضي الله عنه) وأهل بيته ويرون أنه أفضل من كل الصحابة هذا ما أخبرته به فقط مع أني كنت أخفي في قرارة نفسي ما كنت أسمعه من مشايخي ومن العوام من تشنيع على الشيعة وذلك منعاً للإحراج، ولكنه بدأ يكلمني عن بعض الأمور الخلافية بين الشيعة والسنة، وقد كنت أندهش لأن ما أسمعه منه لم أسمع به من قبل، وعندما رآني غير مصدّق لكلامه قال لي: ألست تقول بأنك تحب المطالعة وأنك لا مانع عندك من قراءة أي كتاب؟ فقلت: نعم، فنصحني بقراءة كتاب (المراجعات).وقال لي: إن هذا الكتاب حوار بين شيخ سني وآخر شيعي وأن كل ما فيه هو من كتب وصحاح أهل السنة.وقد حاولت جاهداً أن أجد هذا الكتاب في المكتبات التي أعرفها في دمشق، لكنني لم اصل إلى النتيجة المطلوبة".