ولذلك حملت سيفي ووقفت على باب المسجد ومنعت الدخول والخروج من المنزل، وكنت أقول إن رسول الله لم يمت وإنما ذهب إلى ربه كما ذهب موسى، وأنه سوف يعود ويقطع أيدي وأرجل رجال يقولون أنه مات وقد أرسلت إلى أبي بكر لكي يأتي وانتظرت على هذه الحالة حتى وصل أبو بكر، وعندما خرج وقال قولته:(من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).وبينما الناس بين مصدق ومكذّب انتهزت هذا الأمر وقلت لأبي بكر، هيا بنا إلى سقيفة بني ساعدة لأن الأنصار مجتمعون عند رئيسهم سعد بن عبادة، وقد كان مريضاً ولابد أن نصل هناك قبل أن يشيع نبأ وفاة رسول الله، وفعلا ذهبنا وأخذنا معنا أبي عبيدة ابن الجراح وفي طريقنا رأينا (عويم بن ساعدة الأنصاري ومعن ابن عدي) وهما من صفوة الأنصار وقد شهدا بدراً وكانوا ذاهبين إلى المسجد ليستعلموا عن حال رسول الله وعندما أخبرناهم أن رسول الله توفي.قالوا لنا: عودوا واقضوا أمركم بينكم وافترقنا، هما ذهبا إلى المسجد ونحن ذهبنا إلى السقيفة..(1)
كراهية جمع النبوة والخلافة لبني هاشم
س ـ تقول إن قريشاً كانت تكره علياً وتكره أن تجمع لبني هاشم النبوة والخلافة، ولكن تشددك في أمر فرض بيعة أبي بكر على علي، ومحاولتك إحراق بيت فاطمة، وكل ما جرى بعد ذلك من منع الإرث، وأمور أخرى تبين وكأن في الأمر شيئاً خاصاً بينك وبين الإمام علي، وكأنك أنت من أصحاب هذه الفكرة؟ج ـ إنّ كره قريش لبني هاشم شيء مفروغ منه، ولذلك قد استخدمت ذلك1- تاريخ الطبري: 2 / 235.