وإذا تأمّل الإنسان أدوار حياته وتدرجه في مراحل الولادة فالرضاعة فالطفولة فالمراهقة حتى استوى عضواً كاملا نافعاً في المجتمع الإنساني وكلما ازداد كمالا ازداد يقيناً بأن الإنسان في حياته يحتاج إلى موجِّه ومرشد يوجهه إلى السير الأفضل في الحياة، هذا هو شأن المجتمع الإنساني الذي يمرّ بمراحل التطور الفكري في العقيدة والشريعة، ويفتقر في سيره التكاملي إلى الموجّه والمرشد ذلك هو دور الأنبياء(عليهم السلام)، وهذا ما يفيده كلام الإمام الصادق(عليه السلام): (إنا لما اثبتنا ان لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً، ثبت ان له سفراء يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم، وما به بقائهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه وهم الأنبياء(عليهم السلام)). ولهذا السبب اقتضت الحكمة الإلهية أن يرسل الأنبياء بشراً مثل سائر الناس يعظونهم بنفس اللغة التي يتفاهم به الناس.
البعث والمعاد
قال الشيخ الصدوق:"اعتقادنا في البعث بعد الموت أنه حق". قال النبي(صلى الله عليه وآله): "يا بني عبدالمطلب إنّ الرائد لا يكذب أهله، والذي بعثني بالحق نبيّاً لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، وما بعد الموت دار إلاّ الجنة أو النار"، وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزَّوجلَّ لخلق نفس واحدة ذلك قوله تعالى: (مَّا خَلْقُكُمْ وَ لاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْس وَ احِدَة)(1)"(2).وفي شرح الأربعين: كل منا يعلم أن للحياة في الدنيا خاتمة ـ آتية لا محالة1- لقمان: 28.2- الاعتقادات للشيخ الصدوق: 43.