من هذا المنطلق بدأ الاستاذ معروف خلال بحثه المقارن بين المذاهب الإسلامية ينتقي المعتقدات التي تدعمها الأدلة ويتخلّى بالتدريج عن معتقداته السابقة التي ما كان سبب اعتناقه له سوى وراثتها من الآباء والمجتمع.ولم تمض فترة حتى وجد الاستاذ معروف نفسه معتقداً بكل اصول ومباني مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وجد نفسه أنه شيعي بالفعل ولا ينقصه شيء سوى الإجهار بذلك.وهنا ثارت نفسه مرة أخرى، وبدأ الاستاذ معروف يعاني من صراع عنيف في داخله بين عقيدة توارثها عن أهله وأخرى اختارها بنفسه عن قناعة، بين عقيدة مترسّخة في ذهنه منذ الصغر وعقيدة جديدة ليس لها إلاّ القوة على اقناع العقل.وكان الصراع الذي يعانيه الاستاذ معروف هذه المرّة اشدّ واعنف من قبل، لأنّه كان يواجه امراً خطيراً يحدّد مصيره، وكان يعي الاستاذ عواقب الأمر والمتاعب التي سيتعرض لها بعد هذه الرحلة العقائدية، وما سيلاقيه من ايذاء واضطهاد وعدم احترام وجفاء وشنّ الحملات المسعورة من قِبَل الذين لا يروق لهم انفصاله عن الركب الذي هم فيه. ولكنه رأى أنّ الحق أحق أن يتبع، فتغلّب على كل الموانع التي وقفت بوجهه لتمنعه عن التوجه إلى الحق وقرّر قراره النهائي واعلن استبصاره واعتناقه لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وكان ذلك عام 1984م.ولم يكتف الاستاذ معروف بانقاذ نفسه من الفهم الخاطىء الذي كان عليه، بل توجه إلى العمل في مجال الصحافة والاذاعة والتلفاز، ليجعلها ذريعة لايصال فكر أهل البيت(عليهم السلام) إلى أوسع شريحة ممكنة، ولينوّر بذلك الأذهان