يمارسون التقية كما مارسها عمار(رحمه الله) وهذا التشريع الذي نزل من أجل عمار هو تشريع لجميع المسلمين، إذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
3 ـ التربة الحسينية
يتخذ الشيعة أقراصاً من التراب يسجدون عليها، وقد وجد بعض الكتاب هذا الأمر فرصة لمهاجمتهم، ولتوضيح هذه القضية نقول: إنّ القاعدة في المدرسة الإمامية أنّه لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما أنبتت ما عدا المأكول والملبوس، وبعد استشهاد الامام الحسين(عليه السلام) دأب الشيعة ـ وبتوجيه من أئمتهم(عليهم السلام) بالسجود على تربة كربلاء فهم يسجدون على التراب لا له كما يزعم بعض المغرضين، مثلما أهل السنة حين يسجدون على السجّاد يسجدون عليه لا له!وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يسجد على التراب حتّى الطين كما في صحيح البخاري(1).وقال(صلى الله عليه وآله): "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً"(2).فالسجود على التراب جائز لانه جزء من الأرض، ولا فرق بين أن يسجد الانسان على التراب أو يعمل منه قرصاً يسجد عليه فهذا تراب وهذا تراب ولا عبرة بالشكل!وتبقى مسألة السجود على التربة مسألة فقهية انفرد بها الشيعة عن المذاهب الاخرى كما أنّ لكل مذهب من المذاهب الأربعة مسائل خاصة به، انفرد بها عن سائر المذاهب، وقد اتّبع الشيعة في هذه المسألة وغيرها ما صحّ عن النبي(صلى الله عليه وآله).1- الجزء الثاني، باب الاعتكاف في العشر الأواخر.2- "صحيح البخاري" كتاب التيمم.