فالحاكم صحح الحديث، لكن إبن تيمية يقول لم يصححه؟! ان الانتصار لملوك بني أمية أعداء الإسلام والإنسانية، قد أعمى الشيخ وصمه، لدرجة رد أحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله) وضربها عرض الحائط.وكذا فعل مع حديث الإنذار، الذي ذكره أهل التفسير عندما، شرحوا قوله تعالى: (وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ)(1). وهذا الحديث يعلن صراحة وبوضوح كون الإمام علي هو الوصي والخليفة. بل إن الشيخ الحنبلي سيتنكر لبعض الحقائق الواضحة والتي لا تحتاج إلى عناء لتحقق منها. فهو يقول عن سورة الدهر أنها "مكية باتفاق العلماء"(2). وسورة الدهر أو الإنسان مدنية، باتفاق الأمة وهذه المصاحف بين أيدينا تشهد على ذلك؟! ولا ندري، ألم يكتف الشيخ بضرب السنة وتجريحها، فهل انتقل إلى القرآن لتغيير حقائقه. نقول هذا الكلام للسلفية، ليسرعوا إلى تصحيح عثرات شيخهم، لأنها عثرات قاتلة؟!.إن كذب الشيخ على علماء الحديث والمفسرين، وتحريف أقوالهم، كثير جداً في منهاجه، وقد جئنا بهذه الأمثلة لمعرفة منهجه وطريقة رده على الشيعة الإمامية، ولو كان المقام يسع لجئنا بعشرات الأمثلة على هذا التحريف والكذب الصريح على علماء الإسلام وتراثهم.
الوهابية أو السلفية الجديدة
كان إبن قيم الجوزية من تلامذة الشيخ إبن تيمية ومن أكثر الناس التصاقا به لدرجة أنه أُدخل معه السجن في القلعة. ولما توفي الشيخ تحمل التلميذ المخلص مهمة جمع تراث أستاذه والحفاظ عليه، بل تنقيحه وترتيبه وتبويب مسائله وإغناء مواضيعها بالشرح والتفصيل والتأليف. كل ذلك، ضم إلى تراث الحنابلة بشكل عام1- الشعراء: 214.2- منهاج السنة: 2 / 117، أنظر المرجع السابق: 307.