كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم انتقل إلى أهل الحديث وحاول اضفاء الصبغة العقلية على معتقدات الحنابلة التي ترفض العقل، ولكنّه فشل في ذلك لأنّ الكثير من الأحاديث كانت مزورة فتناقضت مع العقل فتحير في أمره ووقع في مشاكل كثيرة.ومثال على ذلك مبحث الرؤية سبحانه وتعالى فقد اثبتها الاشاعرة بالتفسير الخاطىء للآيات والأحاديث ثم قالوا انه لا يلزم من ذلك محذور أو مُحال عقلي كالحدوث والتشبيه واثبات الجهة وغير ذلك، وهي ادعاءات لا تصمد أمام النقاش العلمي.وقد وردت الأحاديث الكثيرة عن أهل البيت(عليهم السلام) تنفي الرؤية وتحيل وقوعها، لكن أهل السنة حرموا أنفسهم منها مستبدليها بروايات كعب الأحبار ووهب بن منبه وأبو هريرة... وغيرهم، التي أوقعتهم في محاذير شنيعة لا يدرون كيف علاجها والخلاص من إلزاماتها المؤدية إلى التشبيه والتجسيم الذي يرفضونه عندما يستعملون عقولهم.