وقفة مع كتابه: "من الظلمات إلى النور"
وهو كتاب صغير من حيث الحجم، لكنه كبير من حيث القضية المطروحة فيه، فهو كتاب يبحث عن الاصول الدينيّة لليزيديين، وظروف نشأتهم الغامضة، والتي بحث فيها الكثير من الباحثين والمؤلّفين ولكنهم لم يصلوا إلى نتائج متوافقة، نتيجة لتضارب المعطيات فيها والغموض الشديد الذي يلف العقائد والتاريخ اليزيدي.
وقد حاول الكاتب ـ وهو يزيدي المولد ـ أن يتقصّى اصول قومه الدينية، ويجمع أطراف الخيوط المبعثرة والمتشابكة في يده لمعرفة الواقع الحقيقي لهذه الاصول لأنها مسألة حياتية مصيرية بالنسبة إليه وإلى قومه لا كما يفعل بعض الباحثين الذين لا يهمهم أن يتكهّنوا بما شاؤوا في مثل هذه القضايا الحساسة كما صرّح الكاتب حيث قال:
"وأما عن بحثنا، فقد فرّق بيننا وبين الباحثين عامل معنوي ناهض، فهذا الكراس وبالرغم من أننا لم نستقصِ كل الأدلة المساعدة فيه، أستطيع القول باطمئنان بأننا أنجزنا النتيجة كُلّها، (والحقيقة بعينها)، لأن الالتزام الذي يُنقّب به متنوّر بالحق ـ من بعد اعتناق مجهول ـ ليس كاستطراق هاو، أو ما أهمّه إن أصاب مرّة، وتكهّن مرّات".
وقد وفق الكاتب في كشف مؤامرة اموية خبيثة تلبست بلباس التصوف في خداع هؤلاء القوم ـ الذين كانوا يكثرون من اللعن(1) لبني أمية وأمثالهم من
1- لاحظ كتاب (اليزيديون في حاضرهم وماضيهم": 22، لعبد الرزاق الحسني، ط11.