ترك الشيخ هشام البحث ليدخل خدمة العلم حتى عام 1990م، ثم تعلّم مهنة الحدادة والنجارة والبناء من عمه في بيروت، ثم باشر عمله فكان يقف مع العمال العاطلين في معرض العمال على أمل أن يأتيه أحد بحاجة إلى عامل أو معلم أو حداد أو نجار فيأخذه ليعمل ازاء أجرة معينة.وبقى الشيخ هشام على هذه الحالة حتى صادف ذات يوم أن دخل إلى المعرض صديقه الشيعي الذي كان معه في خدمة العلم والذي استعار منه كتاب المراجعات، فلمّا التقى به رحّب به ثم دعاه للعمل معه في ورشة مصلحة البلاد، فقبل الشيخ هشام ذلك.وفي اليوم الثاني من العمل سأله صديقه عن نتائج مطالعته لكتاب المراجعات، فتعذّر منه الشيخ بأن المطالعة تتطلّب ذهنية صافية وأن الفرصة لم تسمح له في تلك الفترة للمطالعة والبحث.
توفير أجواء البحث
قدّم له صديقه الشيعي كتاب "ثم اهتديت" للتيجاني السماوي، فحاول الشيخ هشام أن يتهرّب من أخذ هذا الكتاب متعذّراً بحجج كان ينقلها عن لسان مشايخه.فدعاه صديقه إلى نبذ التعصب ورفض التفكير وفق الطريقة التقليدية الموروثة، ثم قال له: "دائماً تقول لي، الشيخ عندنا قال كذا، والشيخ قال كذا، فكّر