أما بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقد تلبدت الأجواء بالغيوم، وتتابعت قطع الليل المظلم، فضاعت المحجة وتنكر السبيل إلاّ على الذين اصطفاهم الله ومن اهتدى بهم وهم قليل يومئذ.والمسلم اليوم ـ إذا أراد أن لا يقلد الآباء في أمر دينه كما أمره القرآن، وأراد النجاة في هذا الأمر الذي قد يقود الى النار الأبدية إذا لم يحسن النظر فيه، ولم يستخدم ما اعطاه الله من نعمة العقل في تمييز الحق من الباطل المتراكم حوله، يجد ثلاث فرق كبيرة في الساحة تتفرع منها الفرق الاخرى، وكلّها تدعي أنها هي الاسلام الحق. فمن أين يأخذ الانسان دينه وأين هي سفينة النجاة ومن يقودها.قسم المؤلف بحثه في هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام، يبحث في الأول عن مدرسة أهل السنة التقليديين من مقلدي الأشعري في العقائد والأئمة الأربعة في الفقه، ويبحث في الثاني عن المدرسة السلفية الذي يتمسّكون بفهم السلف (الصحابة) للدين، ويبحث في الثالث عن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).فيناقش أدلة هذه الفرق وتاريخها ويبيّن مالها وما عليها، ويوضّح أنّ سفينة النجاة هي مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) التي يقودها أئمة الهيون تحميهم السماء كما كانت تحمي نوح(عليه السلام) وسفينته.