يورد الاستاذ هشام في كتابه هذا الموضوع بما يلي:لقد كتب الكثير حول اسطورة عبدالله بن سبأ من خصوم الشيعة، وأنّ عبدالله بن سبأ هو الذي روج للشيعة مذهبهم الذي يعتمد على الوصاية وأن الوصاية مأخوذة من أصل يهودي، وبالتالي خرجوا بنتيجة أن التشيع يهودي مصدره هذا الشيخ المسمّى عبدالله بن سبأ، وأن ابن سبأ هو الذي دفع الناس وألبها على عثمان بن عفان عندما قتل. وأن ابن سبأ استطاع بحنكته أن يشوش على عدد كبير من الصحابة ليثيروا الفتنة والشغب كما يريد، هذا وما جاء به بعض أصحاب الاقلام المأجورة قديماً وحاضراً...والحقيقة أنّ عبدالله بن سبأ شخصية وهمية مخترعة لا حقيقة لها.وقد ذكر الدكتور طه حسين الأسطورة السبأية، حيث استعرض أولا الصورة التي رسمت لابن سبأ، ثم مزّقها بعد تحليل دقيق، ودعم رأيه بالامور التالية:1 ـ إنّ كل المؤرخين والثقات لم يشيروا إلى قصة عبدالله بن سبأ، ولم يذكروا عنها شيئاً.2 ـ إنّ المصدر الوحيد لرواياته التي نقلها الطبري هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ومقطوع بانه وضاع.3 ـ إنّ الاُمور التي اسندت إلى عبدالله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخّرهم لمآربه، وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض في منتهى البلاهة والسخف.