في المرحلة الثانوية اتسعت آفاق وعي الأخ معتصم وتفتحت مداركه الذهنية، فتعرف على نشاط جملة من قادة الحركات الاصلاحية في العالم الاسلامي، وأدرك بأن اسلوب التوعية والتثقيف الاجتماعي ورفع المستوى العلمي للأمة أفضل واجدى تأثيراً لنيل الاهداف الاصلاحية من أسلوب رفع السيف وخوض الحروب والمعارك، وذلك لأنه أزمة الأمة هي أزمة فكر وثقافة، وأن المجتمع في الوضع الراهن بحاجة إلى توعية أكثر من زجه في مواجهات عنيفه وطاحنة.
رحلة البحث واصطدامها بالغزو الوهابي
من هذا المنطلق بدأ الأخ معتصم يبرمج مسار حياته لطلب العلم والوصول إلى مرحلة سامية من الإلمام بالحقائق الدينية.وكان بداية توجهه إلى البحث عن المنهج والفكر الناضج والثقافة المسؤولة مقارنة بالغزو الوهابي للمنطقة التي كان فيها، فلهذا أكثر اهتمامه بالوهابية متابعاً لمناظراتهم وندواتهم.ويقول الأخ معتصم في مجال تأثره بالمد الوهابي الذي اجتاح منطقتهم: "واصلت معهم السير، ودار بيني وبينهم كثير من المناقشات، التي كانت في الواقع عبارة عن تلك الأسئلة التي كانت حائرة في ذهني، فوجدت لبعضها أجوبة أرضتني في تلك المرحلة، وأسئلة لم أجد لها أجوبة عندهم، فكان هذا كافياً بالنسبة لي للتعاطف معهم، وشد أزرهم، مع بقاء بعض الملاحظات التي كانت حائلا بيني وبين أن ألتزم تماماً بالمنهج الوهابي".