الحوار يحتاج إلى طرف آخر تنفتح عليه وتحاول أن تصل معه إلى قناعات مشتركة حول مواضيع الحوار، ثم إنك لا تريد أن تجبره إجباراً على افكار لا يقتنع بادلتها واصولها، ثم تحاججه بالمنطق وتخاطبه بالعاطفة فيكون الحوار حوار العقول والقلوب.ولابدّ للمحاور إذا أراد من حواره الوصول إلى ثمرات نافعة أن يقبل بالحجّة والبرهان الساطع إذا قام لديه واقتنع به في نفسه، فلا يعاند ولا يكابر ولا يشمخ بانفه لأنّ ذلك نقض لغرض الحوار، كما أنه لا يصح من المحاور أن يرفض الأدلّة الواضحة بالتأويل والتبرير والتلبيس فيوقع نفسه في الشبهات من حيث يدري أو لا يدري، أو يجر الحوار إلى مجادلات عقيمة لا تثمر وتُضيع الوقت والجهد وتؤدي إلى تنافر القلوب.ولكي تُحارو الطرف الآخر باسلوب أفضل مع نتائج للحوارات ذات فائدة، لابدّ أن تعرف الأصول الفكرية لهذا الطرف مع دراسة مقوّمات بناءه الفكري الشخصي والعام، فأنت مثلا لابدّ أن تقرأ كتب مدرسته الفكرية التي ينتمي إليها، فبدون ذلك قد تصطدم بعقبات في مجرى الحوار يصعب اقتحامها ولا تستطيع مواصلة الطريق نتيجة ذلك.ولابدّ للحوار أن يكون بهدوء وترو، وأن يكون المحاور ذا نفس طويل في الحوار، لا يستعجل الوصول إلى النتائج بدون أن يستوفي الحوار كل الجوانب المحيطة بموضوع الحوار.