"كثير ممن جرى قلمه في صفحات التاريخ، تعرّض إلى حادث السقيفة، وما جرى فيها وبها من كوارث مؤلمة تقض المضاجع وتندي الجبين.ولقد عالج هذا الحادث في كل قرن مضى كثير من المؤرخين راجين قشع ما تلبّد عليه من سحب، وما أحاط به من دخان، وازالة ما وضع في سبيل الأمة من عقبات كئود لا يجتازها عابرها إلاّ بشق الانفس.وهيهات النجاة وكشف القناع عما وضعه الوضّاعون، ودسّه الدسّاسون في القرن الأول، والقرن الثاني، وما يليهما من القرون.إذن فالكتابة عن يوم السقيفة وطوارئها، والبحث عن إدراك غوامضها ليس بالأمر السهل إذ هو السبب إلى انقسام الأمة إلى فرقتين في يومه، ثم إلى فرق تبلغ الثلاث والسبعين فرقة".تمخّضت السقيفة عن خلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان باسم الصحبة والهجرة والشورى، فحكموا رقاب المسلمين وظهر الكثير من الفساد والتخبّط الذي عالجه الإمام عليّ(عليه السلام) وذلك بمساعدة الخلفاء على حلّ الكثير من المشاكل التي واجهوها وبالصبر عن حقه الذي نصّ عليه الرسول أكثر من مرّة.ثم تولّى الإمام علي(عليه السلام) الخلافة ـ ولكن بعد فوات الأوان ـ فحاول إصلاح