رئيس، منبسط اليد، قاهر عادل، يردع المعاندين، ويقمع المتغلبين، وينتصف للمظلومين من الظالمين، اتسقت الأمور، وسكنت الفتن، وردت المعائش، وكان الناس ـ مع وجوده ـ إلى الصلاح أقرب، ومن الفساد أبعد، ومتى خلوا من رئيس ـ صفته ما ذكرناه ـ تكدرت معائشهم، وتغلب القوي على الضعيف، وانهمكوا في المعاصي، ووقع الهرج والمرج، وكانوا إلى الفساد أقرب، ومن الصلاح أبعد، وهذا أمر لازم لكمال العقل(1).
وترى الشيعة الإمامية أن النبوة لطف(2)، ولما كانت الإمامة لطفاً(3)، فلذلك كل ما دل على وجوب النبوة، فهو دال على وجوب الإمامة، خلافة عن النبوة، قائمة مقامها، إلاّ من تلقى الوحي الإلهي بلا واسطة(4).
وترى الشيعة الإمامية أيضاً أن الإمامة عهد من الله إلى الأئمة، وتستدل على ذلك بقول مولانا الإمام جعفر الصادق(رضي الله عنه): "أترون أن الوصي منا، يوصي إلى من يريد؟، ولكنه عهد رسول الله ورسوله لرجل فرجل، حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه"(5).
هذا وترى كذلك أن الإمامة بالنص من الله ورسوله، وأن الأئمة منصوص عليهم(6).
وهكذا استعرض الكاتب هذين المصطلحين (أهل البيت والإمامة) وعرض آراء الفرق الإسلامية في ذلك وناقشها، ووضّح ما يراه صحيحاً ـ وهو ما يقوله الشيعة ـ واستدل على ذلك باستدلال لطيف وموجز.
1- المفيد: النكت الاعتقادية ص39 (بغداد 1343هـ). 2- المفيد، النكت الاعتقادية ص47، المرتضى، الشافي ص2، الطوسي، فصول العقائد: 36. 3- السيوري، النافع يوم الحشر ص62 (قم 1367هـ). 4- الكليني، الكافي: 1 / 227. 5- نبيلة عبد المنعم داود: نشأة الشيعة الإمامية ـ بغداد 1968 ص311 ـ 312. 6- الجويني، الغياثي: 27 ـ 30.