أئمة أهل البيت بأمور جانبية والوقوف في وجه هذه الفئات، وبالنتيجة لا يعرف عامة المجتمع الإسلامي مذهب أهل البيت الحقيقي.
ويقصد العباسيون من ذلك تشويه مذهب أهل البيت، وكان الإمام الصادق في أتم يقظة لهذه الخطط الجهنمية العباسية، كذلك اهتم ببناء العقيدة وتربية مجتمع اسلامي واع للإسلام عن دراسة وفهم.
التوحيد هو الاعتقاد بأنَّ الله تعالى واحد لا شريك له كما قال سبحانه: (إِنَّ إِلَـهَكُمْ لَوَ احِدٌ * رَّبُّ السَّمَـوَ تِ وَ الاَْرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ رَبُّ الْمَشَـرِقِ )(1).
"وفي شرح الأربعين: يعتبر التوحيد روح الأديان كلها أكّد عليه جميع الأنبياء والمرسلين يقول النبي هود(عليه السلام): (يَـقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ )(2).
وهكذا غيره من الأنبياء(عليهم السلام) كالنبي إبراهيم(عليه السلام) وحتى عصر نبينا محمد(صلى الله عليه وآله)حيث استفتح دعوته إلى التوحيد بقوله: "قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا" كما كانت تقتضيه طبيعة المجتمع المشرك، الذي انبثق فيه الإسلام لتنزيه الدين عن الشرك والتعدد والتجسم، ونعني بالتوحيد: إن الله تعالى واحد في ذاته وصفاته فليس في ذاته تعدد من أشخاص ولا تركب من أشياء، وهذا يعبّر عنه بـ (توحيد الذات)، وإن صفاته تعالى من العلم والقدرة والحكمة ليست عارضة وزائدة على ذاته بل العلم نفس ذاته ويعبّر عنه بـ (توحيد الصفات)، وهذا ما يعنيه الإمام علي(عليه السلام) بقوله: (التوحيد أن لا تتوَهّمه).
ويقول الإمام الصادق(عليه السلام): (أما التوحيد فأن لا تجوِّز على ربك ما جاز
1- الصافات: 4 ـ 5. 2- هود: 50.