موسوعة من حیاة المستبصرین

جلد 3 -صفحه : 575/ 314
نمايش فراداده

مرتجفة، مددت إليه الكتاب، تناوله قائلا: نعم،إنه هو، من أين أتيت به؟ فأخبرته بقصته.

ثم سألني عن رأيي فيما قرأت، فقلت له: أرجعني (المراجعات) إلى نقطة الصفر، محا من ذهني وروحي كل الماضي، فما أحوجني الآن إلى من يمسك بيدي ويخرجني مما أنا فيه، وما أحسبه إلاّ أنت.

فرد بكل تواضع: استغفر الله، وهل أنا وأنت إلا سواسية في طلب الحق والبحث عن الهدى، ومع ذلك لا بأس في التحاور والتباحث فـ (إن أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله).

عندئذ حدثته عن المجموعة التي أشاركها البحث والتنقيب عن الحقيقة، فبدا متحمساً لرؤيتهم، وكنت بدوري أتعجل لقياهم حتى أزف إليهم الأخبار الجديدة وأطلعهم على (المراجعات).

وهكذا أطلعتهم على المستجدات التي كانت في نظرهم فتحاً وتوفيقاً إلهياً، ودليلاً على سلامة التوجه واستقامة طريق البحث.

لقاءات المجموعة مع الشيخ

وفي أول لقاء للمجموعة مع الشيخ، كان هناك إحساس مشترك يغمر الجميع، الأحساس بآثار رحمة الله ودلائل الاستجابة للدعاء، وإحساس آخر بالألفة تجاه ذاك الرجل الذي كان بمثابة يد امتدت لغريق.

انتظمت جلساتنا معه صباحاً ومساء، طيلة شهر كامل، فتحنا خلاله كل الملفات المغلقة، تنقلنا بين أطلال الماضي وبحثنا تحت الأنقاض، أيقظنا الكثير من الحقائق النائمة في طي النسيان. تارة لا نملك إلا أن نسلم له ونوافقه الرأي، وتارة نعارضه ونقف وإياه على طرفي نقيض، ونثير الشبهات ونطرح الأسئلة. كنا، كمجموعة، نتنفق في بعض الأحيان، وأحيانا أخرى نختلف، عندما ينضم بعضنا