فأخذ هذا الاستفسار بيدي إلى التأمل في تاريخ المسلمين بحثاً عن هذه الأسباب حتى بلغ بي البحث إلى صدر الاسلام، لعلي أفلح بمعرفة العوامل التي أدت إلى انحدار مسيرة المسلمين والتي لم يسع المسلمين بعد ذلك اعادة مجدهم وعزتهم التي كانوا عليها زمن الرسول(صلى الله عليه وآله)".
ويقول الشيخ محمد كوزل: "تبيّن لي بعد البحث والتتبع في صفحات التاريخ الإسلامي منذ البداية أنّ منشأ هذا الفشل يعود إلى الأحداث التي وقعت بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) والتي من بعدها تعرضت الأمة للاختلافات الجذرية فيما بينها، فتفرقت وبدأت تتآكل من الداخل بسبب انشقاقاتها الداخلية".
سلّط الشيخ محمد كوزل أضواء بحثه على الأحداث التي تلت وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فرأى أن الطوائف الإسلامية تختلف فيما بينها أشد الاختلاف في هذا المجال فتوجه إلى البحث حول معرفة نشأة هذا الاختلاف، فتبين له بعد التنقيب أن معظم الطوائف الإسلامية لا تلتزم بالمنهج الصحيح الذي لابد أن تسير عليه في بحثها عن الحق وأن العصبية المذهبية قد أدت إلى تغطية وجه الحق، مما كان ذلك سبباً لخفاء الحق عن طالبيه.
كما وجد الشيخ محمد كوزل بعد امعانه النظر في العقائد الإسلامية أن بعض المسائل العقائدية تحولت بمرور الزمان إلى مسلمات لا يمكن اقتحامها أو إثارة أي استفسار حولها.
يقول الشيخ محمد كوزل: "بدأت أسأل نفسي: ما هو الداعي للتعصب في الانتماء إلى العقيدة الأشعرية التي أنا عليها؟ ومن كان الاشعري؟! ألم يكن بشراً