بلادنا، طلب منّا بعض أعلام مصر، أن نبقى فيها لنكون من عداد المدرسين بالأزهر، غير أنّا وجدنا بلادنا أحوج إلينا من بقائنا في (مصر)، فعدنا إلى البلاد، وأخذنا نمتهن إمامة الجماعة والجمعة، والتدريس والإفتاء، والخطابة، مدة طويلة، نحو خمسة عشر عاماً.
يقول الشيخ محمد مرعي: كنت أسمع عن الوهابيّة بأنهم يقيمون الحدود، ويجرون الأحكام الشرعية تماماً، فهاجرت إلى الحجاز، وتخلّلت بينهم مدّة، فوجدت الأخبار التي وصلتني من القطر الحجازي كانت خلاف الواقع، فإنهم أضرّ على الإسلام من كل شيء، وقد شوّهوا سمعة الإسلام بأعمالهم وأفعالهم، وبسوء فتاوى علمائهم، وبسوء صنيعهم بالعترة الطاهرة الأئمة الصالحين وغيرهم، وذلك بهدم قبورهم.
ولعمري! لقد أرادوا هدم ضريح النبيّ المقدس(صلى الله عليه وآله وسلم)، فعارضهم كثير من المؤمنين من شرق الأرض وغربها، فتركوه خوف الفتنة والإثارة فانظر إلى غريب فتواهم.
وبالجملة، لما رأيت ما رأيت منهم، رجعت إلى بلادي، وعدت إلى ما كنت امتهن من ذي قبل.
يقول الشيخ محمد مرعي: ثم حدثت لي أسباب دعتني الى الاتصال بالطائفة الشيعية، فجرت بيني وبين بعض علماء الشيعة مناظرات كثيرة، وفي حال المناظرة كنت أجد نفسي محجوجاً معهم، غير أني اتجلّد وأدافع دفاع المغلوب، مع ما أنا عليه بحمد الله تعالى من الاطلاع الواسع، والعلم الغزير في مذهب السنّة