مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال: اثنا عشر، كعدة نقباء بني اسرائيل"(1).
وقد تحيّر علماء العامة في تفسير هذا الحديث، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لأنهم أقل من اثني عشر، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويين ولا العباسيين لأنهم أكثر من اثني عشر فلزم أن يكون مراد رسول الله(صلى الله عليه وآله) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته.
بلغت فضائل ومناقب أمير المؤمنين حدوداً لا تحصى، وشهد له بالفضل والتقدّم والعلم حتى مناوئيه واعداءه فضلا عما ورد بحقّه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية لا تحصر، وممن شهد له بذلك أبو بكر وعمر وعثمان، بل وحتى معاوية وعمرو بن العاص وعائشة والمنصور والرشيد والمأمون وائمة المذاهب الأربعة، وقد قال الشافعي:
إذا في مجلس ذكروا علياً | وشبليه وفاطمة الزكيّة |
هربت إلى المهيمن من اناس | يرون الرفض حب الفاطمية |
على آل الرسول صلاة ربّي | ولعنته لتلك الجاهلية(2) |
بل تأثر به حتى اتباع الديانات الاخرى قديماً وحديثاً.
حاول ويحاول البعض القاء الفاصلة بين عليّ وشيعته ومحبيه، ويزعمون أن الشيعة غير صادقين في حبهم للأئمة الأطهار ـ والعياذ بالله ـ بل اخترعوا
1- مسند أحمد بن حنبل: 1 / 398. 2- فرائد السمطين: 1 / 135.