والعياذ بالله ـ وبهذا أدفع التهمة عن عمر. وإمّا أن اُدافع عن النبيّ وأقرّ بأن بعض الصحابة بقيادة عمر ارتكبوا خطأ جسيماً بحق النبي(صلى الله عليه وآله) حتى طردهم. وهنا أتنازل أمام صديقي عن معتقدات طالما ردّدتها وافتخرت بها أمامه.
وفي نفس اليوم سألني صديقي عن صحة ما في الكتاب فقلت وقلبي يتعصّر ألماً: نعم، صحيح.
بقيت فترة حائراً تأخذني الأفكار شرقاً وغرباً، وعرض عليّ صديقي كتاب "لأكون مع الصادقين" لمؤلفه التيجاني، وكتابه "فسئلوا أهل الذكر" وغيرها، فكشفت هذه الكتب أمامي حقائق كثيرة وزادت حيرتي وشكي.
وحاولت إيقاف حيرتي، بقراءة ردود علمائنا على هذه الحقائق، لكنّها لم تنفعني بل زادتني بصيرة بأحقيّة مذهب أهل البيت. وقرأت كتباً كثيرة، لا يسعني ذكرها، فكانت ترسم لي صورة الحقيقة بألوان من الحجج الدامغة، التي كان عقلي يقف مبهوراً محتاراً أمامها، فضلا عن حيرة علمائنا في التعامل معها.
إلى أن اكتملت صورة الحقيقة في ذهني كالشمس في رابعة النهار، واعتنقت مذهب آل البيت الأطهار أبناء الرسول، وأشقّاء القرآن، وأولياء الرحمن، سفن النجاة، وأعلام الورى، ورحمة الله للملأ، بكل قناعة واطمئنان قلب.
وها أنا الآن ـ وبعد تخرجي من كلية الشريعة ـ على يقين تام بصحة ما أنا عليه. أقول هذه الكلمات ويمر بذهني كيف عزمت على هداية صديقي الشيعي وأهله، وإذا بالصورة قد أنعكست، فكان هو سبب هدايتي، وفّقه الله.
ولا أنسى تلك اليد ـ يد الرحمة الإلهية ـ التي كانت تعطف عليّ باستمرار أيّما عطف. فلك الحمد ربّاه حمداً يليق بجلالك العظيم ومنِّك الجسيم".