بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ ى)(1)، لكن كانت عاقبته أن يضلّ بني اسرائيل بالعجل الخوّار المصنوع من الحلي(2)، فهل بعد هذا يقال أنّ من صاحَبَ النبيّ لا يمكن أن تخدش عدالته.
ولد التشيع مع ولادة الرسالة الاسلامية وانتشر في كل بلاد الاسلام، لكن السلطات الحاكمة على طول تاريخ المسلمين حاولت إطفاء جذوته وتشريد أتباعه خوفاً منها على سلطانها القائم على الجور واتباع الشهوات، فكان ان انحسر التشيع عن بعض البلاد أو تخفى في مظهر الصوفية في كثير من البلاد، ولكن لم يستطيع السلاطين أن يقتلعوا جذوره من ثقافة المسلمين، وكان وما زال حب آل البيت تخفق به كل القلوب المسلمة لربها.
وهكذا كان الأمر في السودان فنرى فرق صوفية كثيرة تلهج بذكر آل البيت، ونقرأ في التاريخ أنّ السودان كانوا من أنصار الدولة الفاطمية في مصر، وأنّ صلاح الدين قد أوقع فيهم مذبحة عظيمة لولائهم لهذه الدولة(3).
كما أنّه هناك قبائل كبيرة تنسب نفسها إلى أهل البيت(عليهم السلام) كالجعافرة والركابية والعبدلاب، ويتسمّى الكثير من أبناء السودان باسماء المعصومين من أهل البيت(عليهم السلام)، والثقافة الشعبية السودانية تفيض بمدائح أهل البيت(عليهم السلام) وتتحدّث عن فضائلهم وظلم الظالمين لهم.
وكنموذج نذكر هذه المقطوعة الشعرية للشاعر يوسف الهندي مؤسس الطريقة الهندية الصوفية في مدح أهل البيت(عليهم السلام):
1- طه: 96. 2- انظر طه: 87 ـ 97. 3- أنظر: الدولة الفاطمية في مصر: 135، للدكتور محمد جمال الدين سرور.