موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
إثارة الفتنة فيقول: لماذا يجب أن نبحث في التاريخ، وما الفائدة التي تجتنى من ذلك؟ وهل هي إلاّ أحداث قد مضت فلماذا ننبشها من جديد وخاصة في فترة زمنية حساسة كثرت فيها الخلافات والنزاعات كفترة ما بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله).وهكذا يبررون لانفسهم أن يخالفوا ضرورة العقل بالاعتبار بأحداث الماضي لبناء الحاضر والمستقبل، وما تسالمت عليه الأمم بالاستفادة من التجارب في بناء حضاراتها، بل يخالفون القرآن الذي نقل كثيراً من قصص الماضين وحث على التفكّر فيها وأخذ العبرة منها(1).وقد تطرّق القرآن إلى مسألة الاختلاف بعد الرسل فقال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـت وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَـتِ وَأَيَّدْنَـهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )(2)، فهل كان القرآن هنا مثيراً للفتنة بذكره الخلاف بعد الأنبياء وأنّ بعضهم آمن وبعضهم كفر! وهل أنّه لم يحترم قدسية أصحاب الأنبياء فوصف بعضهم بالكفر؟كلا بل نحن نجد العكس هو الصحيح! ففي قصة بلعم بن باعوراء الذي كان في زمن نبي الله موسى(عليه السلام) وقيل أنّه كان يعلم اسم الله الأعظم، وقد اتاه الله آياته بتعبير القرآن الكريم لكنه انسلخ منها فاغواه الشيطان وأخلد إلى الأرض فصار مثل الكلب الذي يلهث على كل حال(3)، فهل بعد هذا تقديس لأحد وإن كان صحابياً إذا ساءت عاقبته، أو قصة السامري الذي تعهده جبرئيل بالتربية في عهد فرعون الذي كان يذبح أطفال بني اسرائيل، فصار من العلماء حتى قال: (بَصُرْتُ