هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 125
نمايش فراداده

فأنت إذا تأملت في هذه القصة تجد أن ما جاء على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مخالف لما جاء على لسان الخليفة.

فهب أن الخليفة لم يكن عالماً بهاتين الايتين لعدم وجودهما في سورة البقرة التي تعلمها في اثنتي عشرة سنة، فلم لم يعمل بقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي رواه عمران في قصة سفرهم، وكان الخليفة معهم في تلك السفرة ؟!

وهب أن الخليفة نسي تلك القصة، أو لم يسمع قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك الرجل الجنب حينذاك، وأنه نسي ما جرى بينه وبين عمار بن ياسر وقول النبي لهما، فلم يزجر عمار ويهدّده وهو يذكّره قولَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟؟!! أو أن الخليفة عازم على اجتهاده الاول على رغم الايات والاحاديث !!

ومنها: قصة الطلاق:

فالملك الذي تكلم على لسان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ( الطَّلاَقُ مَرَّتَان فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوف أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان ) إلى أن قال عز وجل: (فَإنْ طَلَّقَهَاْ فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجَاً غَيْرَهُ )(1) .

روي عن ابن عباس أنه قال: طلّق ركانة زوجته ثلاثاً في مجلس واحد، فحزن عليها حزناً شديداً، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «كيف طلقتها؟» قال ثلاثاً، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «في مجلس واحد ؟» قال: نعم، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «فإنما تملك واحدة، فارجعها إن شئت».

1 ـ سورة البقرة: 229 ـ 230.